21
أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدُونِ» 1وفي موضع آخر من الكتاب يعدّ سبحانه التوحيد في العبادة : الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية ، إذ يقول : «قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ لاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً » 2، ومعه كيف يأمر بسجود الملائكة لآدم الذي هو من مصاديق الخضوع النهائي؟ وهذا الإشكال لايندفع إلّا بنفي كون الخضوع عبادة ، ببيان أنّ للعبادة مقوّماً لم يكن موجوداً في سجود الملائكة لآدم .
ولم يكن آدم فحسب هو المسجود له بأمره سبحانه ، بل يوسف الصدّيق كان نظيره ؛ فقد سجد له أبواه وإخوته ، وتحقّق تأويل رؤياه بنفس ذلك العمل ، قال سبحانه حاكياً عن لسان يوسف عليه السلام : «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سٰاجِدِينَ » 3.
كما يحكي تحقّقه بقوله سبحانه : «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَ قٰالَ يٰا أَبَتِ هٰذٰا تَأْوِيلُ رُءْيٰايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهٰا رَبِّي حَقًّا » 4ومعه كيف يصحّ تفسير العبادة بالخضوع أو نهايته؟
إنّه سبحانه أمر جميع المسلمين بالطواف بالبيت الذي ليس هو إلّا حجراً وطيناً ، كما أمر بالسعي بين الصفا والمروة ، قال سبحانه : «وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ » 5وقال سبحانه : «إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ