37و هل كتب كاشف الغطاء كتابه(أصل الشيعة و أصولها)الذي يعبِّر فيه عن عقائد الشيعة تقية؟! كيف يتم له كتابة كتاب في بيان عقائد الشيعة التي يخالف فيها القوم،و مع ذلك يكتبه تقية؟!
و الذي يظهر من هذا الكلام و أشباهه أن الكاتب لا يعرف المعنى الصحيح للتقية،و يظن أن المراد بالتقية هو الكذب المحض غير المبرَّر،و هذا هو الفهم المعروف للتقية عند كثير من أهل السنة.و هذا الفهم الخاطئ لمعنى التقية قد كشف-بحمد الله-كذب كثير من النقولات و الحكايات الواردة في الكتاب.
قال الكاتب:و قد أَلَّفَ السيد مرتضى العسكري كتابه(عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى)أنكر فيه وجود شخصية ابن سبأ،كما أنكرها أيضاً السيد [كذا] محمد جواد مغنية في تقديمه لكتاب السيد العسكري المذكور.
[-ذكر بعض كتّاب أهل السنة الذين نفوا شخصية عبد اللّه بن سبأ]
و أقول:إن الخلاف في كون عبد الله بن سبأ موجوداً أو خرافة غير خفي على أحد،فقد تضاربت فيه الآراء بين نافٍ و مُثْبِت،و هذا لا يرتبط من قريب و لا من بعيد بالشيعة أو أهل السنة،لأنها مسألة رِجالية أو تاريخية.
و لئن كان السيد مرتضى العسكري و الشيخ مغنية و غيرهما قد ذهبا إلى أن ابن سبأ خرافة و لا وجود له،فإن جملة من الباحثين من أهل السنة ذهبوا إلى نفس هذا الرأي.
منهم:الدكتور طه حسين:فإنه قال في كتابه(علي و بنوه):أقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية و عن ابن السوداء في حرب صفين أن أمر السبئية و صاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلَّفاً منحولاً و قد اختُرع بأخرة،حين كان الجدال بين الشيعة و غيرهم من الفرق الإسلامية،أراد خصوم الشيعة أن يُدخلوا في أصول