25و أقول:إن كلاماً لا يستند إلى أي دليل صحيح لا قيمة له،و يقين الكاتب بشيء لا يكون له وزن علمي يعتد به،و ذلك لأنا بالمقابل على يقين من أنه لا يوجد و لا واحد من علماء الشيعة يشك في صحة مذهبه و يتردَّد في بطلان مذاهب أهل السنة،بل نحن على يقين من أن أكثر علماء أهل السنة يشكّون في صحة مذاهبهم،لما يرون فيه من التناقضات و الأباطيل الواضحة،و لكن يمنعهم من الجهر بشكّهم و بطلان مذاهبهم خشيتهم من العامَّة،أو حذرهم من سلاطين الجور،أو خوفهم على وظائفهم التي يتعيشون بها.
و أما دعاء المؤلف بأن يجعل الله كتابه حافزاً(للسادة)لمراجعة النفس و ترك سبيل الباطل و سلوك سبيل الحق،فهو دعاء لا يستجاب،لأن هذا الكتاب-كما سيتضح للقارئ-مشتمل على الأكاذيب من غلافه إلى آخره،فكيف يمكن أن يكون سبيلاً لسلوك الحق و هو بهذه الحال؟؟
قال الكاتب:و هناك بعض السادة ممن تربطني بهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم و الحمد لله،فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلتُ إليها،و بدءوا هم أيضاً بدعوة الآخرين،فنسأل الله تعالى أن يوفقنا و إياهم لتبصير الناس بالحقيقة،و تحذيرهم من مَغَبَّةِ الانجراف في الباطل،إِنه أكرم مسئول.
و أقول:إن الحق أحق أن يُتَّبع،و استجابة جاهل لمثله لا يقلب الحق باطلاً،و لا يصيِّر الباطل حقًّا،فإنه لا يُعرف الحق بالرجال،و إنما يُعرف الرجال بالحق.
هذا مع أن الكاتب قد زعم-و هو غير ثقة في نقله كما سيتضح-أن بعض السادة رأى رأيه و اقتنع بفكرته ببطلان مذهب الشيعة،و هذه مجرد دعوى لم يظهر لها أي أثر،فلم يظهر ذلك من شخص معروف من علماء الشيعة أو فضلائهم،و لم يظهر من أحد منهم أنه أبْدَى قناعاته ببطلان مذهب الشيعة.