10رهيب، كأنّه اصطدام سيّارة بباب البيت، ثمّ تلاه ضوضاء وصخب، خارج المنزل .
أزحت الستارة من الشبّاك فرأيتُ رجلين يترنّحان ويعربدان، والغريب جدّاً أنّهما كانا عاريين تماماً، فذُهلنا - أنا وزوجتي -، ولم نَرَ في الشارع أحداً غيرهما. ولم يخرج أحدٌ من داره إلاّ رجلا واحداً، من الجيران، كنتُ أعرفه من خلال المدرسة زميلاً في الصفّ، لكنّي أكرهه وأبتعد منه، لكونه شيعياً، رافضيّاً!
وبالرغم من السنين الطوال التي كان يعيشها معنا في حارة واحدة، وشارع واحد، فإنّي لم أجد له في قلبي موضعاً، فهو يُخالفني في العقيدة والسيرة: أنا سلفيٌّ وهّابيٌّ، وهو شيعيٌّ رافضيّ، وأنا أميريٌّ متعصّبٌ، وهو شعوبيٌّ خارجيٌّ.
لم أرَ في الشارع، تلك الليلة خارجاً من الدار إلاّ