45و هذه المصاحف المطبوعة في ايران و العراق و الهند منتشرةٌ في أرجاء العالم،و المخطوطة منها التي كادت تُعدُّ على عدد مَن كان يحسن الكتابة منهم قبل بروز الطبع،و فيهم مَن يكتبه اليوم تبرُّكاً به،ففي أيّ منها يجد ما يحسبه الزاعم من الغلط الفاشي؟أو خلّة في الكتابة؟أو ركّة في الأُسلوب؟أو خروج عن الفنّ؟غير طفائف يزيغ عنه بصر الكاتب،الَّذي هو لازم كلِّ إنسان شيعيٍّ أو سنيٍّ عربيٍّ أو عجميٍّ.
و أحسب أنَّ الذي أخبر القصيميَّ بما أخبر من الطائفين في بلاد الشيعة لم يولد بعدُ،لكنَّه صوَّره مثالاً و حسب أنّه يُحدِّثه،أو أنّه لَمّا جاس خلال ديارهم لم يزد علىٰ أن استطرق الأزقّة و الجوادّ،فلم يجد مصاحف ملقاةً فيما بينهم و في أفنية الدور،و لو دخل البيوت لوجدها موضوعةً في عياب و علب،و ظاهرةً مرئيَّةً في كلِّ رفٍّ و كوّة،علىٰ عدد نفوس البيت في الغالب،و منها ما يزيد علىٰ ذلك، و هي تُتلىٰ آناء الليل و أطراف النّهار.
هذه غير ما تتحرَّز به الشيعة من مصاحف صغيرة الحجم في تمائم الصبيان و أحراز الرِّجال و النساء،غير ما يحمله المسافر للتلاوة و التحفّظ عن نكبات السفر،غير ما يوضع منها علىٰ قبور الموتىٰ للتلاوة بكرةً و أصيلا و إهداء ثوابها للميِّت،غير ما تحمله الأطفال إلىٰ المكاتب لدراسته منذ نعومة الأظفار،غير ما يُحمل مع