12بالقاهرة مدّة لم يلبث طويلاً حتىٰ اخذ بالقول على السيدة نفيسة،فاعرض عنهُ عوام الناس في مصر.
ثمّ اعتقل أيضاً ثمّ افرج عنهُ و حضر إلىٰ دمشق أيام القاضي جلال الدين و تكلموا معهُ في مسألة الزيارة،و كتب في ذلك إلىٰ مصر،فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل معتقلاً بها إلىٰ أن مات سنة 728 1.
و قد نقل أصحاب التراجم ان لابن كثير صحبة و ملازمة و علاقة خاصة بالشيخ ابن تيمية،فقد كان يفتي برأيه رغم انهُ شافعي المذهب،حتىٰ انهُ أوصىٰ عند موته أن يدفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية.
يضاف إلىٰ ذلك البيئة الاموية الحاكمة في دمشق آنذاك،و التي لها بالغ الأثر في صياغة شخصية ابن كثير.
و لهذا و ذاك جعل العلّامة الأميني و عند تعرضه لبعض الكتب بالدراسة و النقد في موسوعته«الغدير»أن يضع«البداية و النهاية»في جملتها،فجاءت الدراسة مثبتة و مصححة لما أنكره ابن كثير من الحوادث التي يصح وصفها«بالمتسالم عليه»مما حواه الكتاب،لإلفات نظر القارئ،و الحكم علىٰ بقية مناقشات ابن كثير مما لم يرد ذكره في هذه الدراسة.فالدراسة إذن لإلفات النظر لا لاستقصاء