41بكاءً شديداً ثم قال: «اذهب فغسله وكفنه وواره، غفر اللّٰه له ورحمه»، فقال العباس: يا رسول اللّٰه إنك لترجو له، فقال: «اي واللّٰه، إني لأرجو له»، وجعل رسول اللّٰه (ص) يستغفر له أياماً لا يخرج من بيته 1.
وقال اليعقوبي: لما قيل لرسول اللّٰه (ص): إن أبا طالب قد مات، عظم ذلك في قلبه، واشتد له جزعه، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات، وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: «يا عم ربيت صغيراً وكفلت يتيماً ونصرت كبيراً فجزاك اللّٰه عنّي خيراً»، ومشىٰ بين يدي سريره، وجعل يعرضه ويقول: «وصلتك رحم وجزيت خيراً»، وقال: «اجتمعت علىٰ هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً»، يعني: مصيبة خديجة وأبي طالب 2.
(9) بكاء النبي صلى الله عليه و آله علىٰ جعفر بن أبي طالب:
وعن أنس: أن النبي نعىٰ جعفراً وزيداً قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان 3.
وعن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليّ رسولُ اللّٰه (ص) وقد دبغت أربعين منياً، وفي رواية منيئة، وعجنت عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظفتهم، فقال