34علىٰ يده، وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس أنه مولىٰ كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك»، وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل»، وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسىٰ»، وقال له: .... ثم بكىٰ (ص)، فقيل: ممّا بكاؤك يا رسولَ اللّٰه؟ فقال: «أخبرني جبريل عليه السلام ، أنهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه، ويقتلون ولده ويظلمونهم من بعده» 1.
وروى الخوارزمي أيضاً بسنده عن أبي عثمان النهدي، عن علي ابن أبي طالب عليه السلام : قال: كنت أمشي مع النبيِّ (ص) في بعض طرق المدينة، فأتينا علىٰ حديقة، فقلت: يا رسولَ اللّٰه! ما أحسن هذه الحديقة، فقال: «ما أحسنها، ولك في الجنة أحسن منها»، ثم أتينا علىٰ حديقة أخرىٰ، فقلت: يا رسولَ اللّٰه! ما أحسنها من حديقة، فقال: «لك في الجنة أحسن منها» حتّىٰ أتينا علىٰ سبع حدائق، أقول: يا رسولَ اللّٰه! ما أحسنها، فيقول: «لك في الجنة أحسن منها»، فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكياً، فقلت يا رسولَ اللّٰه! ما يبكيك؟ فقال: «ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلّا بعدي»، فقلت: في سلامة من ديني؟ قال: «في سلامة من دينك» 2.