10«إن اللّٰه له ما أخذ وله ما أعطىٰ وكلّ شيء عند اللّٰه بأجل مسمّىٰ، فلتصبر ولتحتسب»، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينّها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال، فرفع رسولُ اللّٰه الصبي ونفسه تقعقع، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسولُ اللّٰه! ما هذا؟ قال: «رحمة يجعلها في قلوب عباده، إنما يرحم اللّٰه من عباده الرحماء» 1.
وقال (ص) لعبد اللّٰه بن عوف لمّا قال له يا رسولَ اللّٰه! أَو لم تنه عن البكاء؟ قال: «إنما نهيت عن النوح، عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب .. إنما هذه رحمة ..» 2.
2 -تحريض النبي صلى الله عليه و آله على البكاء:
ومن جملة الأدلة علىٰ شرعية البكاء على الميت تحريضه صلى الله عليه و آله على البكاء على الميت، وذلك أنه لما دخل المدينة بعد غزوة أحد ورأى النساء يبكين علىٰ قتلاهن بكىٰ وقال: «أمّا حمزة فلا بواكي له»، وهذه العبارة صريحة في أنه صلى الله عليه و آله حرّض النساء على البكاء علىٰ حمزة، وكذا حرّض الناس البكاء علىٰ جعفر بن أبي طالب