25
الآية الثانية:اتّخاذ المساجد علىٰ قبور المضطهدين في سبيل التوحيد
يذكر سبحانه قصة أصحاب الكهف،و أنّهم اعتزلوا قومَهم للحفاظ على عقيدتهم و دينهم،حتى وافاهم الأجل و هم في الكهف، و قد أعثر اللّٰه عليهم قوماً بعد ثلاثة قرون و أطلعهم عليهم،يقول سبحانه:
« وَ كَذٰلِكَ أَعْثَرْنٰا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ وَ أَنَّ السّٰاعَةَ لاٰ رَيْبَ فِيهٰا إِذْ يَتَنٰازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقٰالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيٰاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» (الكهف21/).
و معنى الآية أنّا أعثرنا على أصحاب الكهف أهلَ المدينة ليعلموا أنّ وعد اللّٰه بالبعث حقّ،فإنّ بَعْثَ هؤلاء بعد لَبْثهم ثلاثمائة سنة دليل على إمكان الحياة الثانوية،ليعلموا أنّ الساعة لا ريب فيها.
ثمّ إنّ القوم الذين أعثرهم اللّٰه على أجسادهم اتّفقوا على تكريمهم،و لكن اختلفوا في طريقة التكريم،كما يقول سبحانه:« إِذْ