13حياته،محفوظة تماماً في مكة و المدينة،فهذه الدار التي وُلد فيها،و هذا غار حراء حيث هبط إليه الوحي و التنزيل فيها،و هذا هو مسجده الذي كان يُقيم الصلاة فيه،و هذا هو البيت الذي دُفن فيه،و هذه بيوت أولاده و زوجاته و أقربائه،و هذه قبور ذريّته و أوصيائه عليهم السلام.
و الآن،إذا قَضينا على هذه الآثار فقد قضينا على معالم وجوده صلى الله عليه و آله و دلائل أصالته و حقيقته،و مهّدنا السبيلَ لأعداءِ الإسلام ليقولوا ما يريدون.
إنّ هدم آثار النبوّة و آثار أهل بيت العصمة و الطهارة ليس فقط إساءة إليهم عليهم السلام و هتكاً لحرمتهم،بل هو عداء سافر مع أصالة نبوّة خاتم الأنبياء و معالم دينه القويم.
إنّ رسالة الإسلام رسالة خالدة أبديّة،و سوف يبقى الإسلام ديناً للبشرية جمعاء إلى يوم القيامة،و لا بدّ للأجيال القادمة-على طول الزمن-أنْ تعترف بأصالتها و تؤمن بقداستها.
و لأجلِ تحقيق هذا الهدف يجب أن نحافظ-أبداً-على آثار صاحب الرسالة المحمدية صلى الله عليه و آله لكي نكون قد خَطَوْنا خطوة في سبيل استمرارية هذا الدين و بقائه على مدى العصور القادمة،حتى لا يشكّك أحد في وجود نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله كما شكّكوا في وجود النبيّ عيسىٰ عليه السلام.
لقد اهتمَّ المسلمون اهتماماً كبيراً بشأن آثار النبي محمد صلى الله عليه و آله و سيرته و سلوكه،حتى أنّهم سجّلوا دقائق أُموره و خصائص حياته و مميّزات شخصيّته،و كلّ ما يرتبط بخاتمه،و حذائه،و سواكه،و سيفه، و درعه،و رمحه،و جواده،و إبله،و غلامه،و حتى الآبار التي شرب منها