275طاعة من حيث إنه جواب لمن توهم أن فيه جناحا لصنمين كانا عليهما أحدهما أساف و الآخر نائلة و روي ذلك عنهما ع و كان ذلك في عمرة القضاء و لم يكن فتح مكة بعد و كانت الأصنام على حالها حول الكعبة. و قال قوم سبب ذلك أن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بينهما فكره المسلمون ذلك خوفا أن يكون من أفعال الجاهلية فأنزل الله فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا . و قال آخرون على عكس ذلك و ذكروا أن أهل الجاهلية كانوا يكرهون السعي بينهما فظن قوم أن في الإسلام مثل ذلك فأنزل الله الآية. و جملته أن في الآية ردا على جميع ما كرهه من كرهه لاختلاف أسبابه على الأجوبة الثلاثة.
فصل
2\158
2\158 قوله تعالى وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اَللّٰهَ شٰاكِرٌ لا يدل على أن السعي بين الصفا و المروة مستحب متطوع لأن معناه و من تطوع خيرا بالصعود على الصفا و المروة فهو المجازى بالثواب على تطوعه و فيمن لم يصعد و لم يقف على رءوسهما و سعى و طاف بينهما من طرف هذا إلى طرف تلك و من طرف تلك إلى طرف هذا هكذا سبعا فقد أدى الواجب فلا جناح عليه. و قال أنس و عطا إن جميع ذلك تطوع و به قال أبو حنيفة و عندنا أن من ترك الطواف بينهما متعمدا فلا حج له حتى يعود و يسعى و به قالت عائشة و الشافعي و قال أبو حنيفة إن عاد فحسن و إلا جبره بدم و قال عطا و مجاهد يجزيه و لا شيء عليه. و قال المفسرون في معنى قوله وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً ثلاثة أقوال أولها من