267حجاجا و رءوسنا تقطر فقال ع إنك لن تؤمن بها أبدا فقام إليه سراقة فقال فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لما يستقبل فقال ع بل هو للأبد إلى يوم القيامة و نزل رسول الله بمكة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزلوا الدور فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا و يهلوا بالحج و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع و المشعر الحرام و يمنعون الناس أن يفيضوا منها فأنزل الله ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ اَلنّٰاسُ يعني إبراهيم و إسماعيل و إسحاق في إفاضتهم منها و من كان بعدهم من قريش ثم مضى إلى الموقف بعرفات فوقف حتى وقع القرص إلى آخر الحديث.
فصل
2\196
2\196 و مما يدل على التمتع بالعمرة إلى الحج هو فرض الله على كل من نأى عن المسجد الحرام و لا يجزيه مع التمكن سواه بعد إجماع الطائفة عليه قوله تعالى وَ أَتِمُّوا اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ لِلّٰهِ فأمره تعالى شرعا على الوجوب و الفور فلا يخلو من أن يأتي بهما على الفور بأن يحرم بالحج أو العمرة معا أو يبدأ بالحج و يثني بالعمرة أو يبدأ بالعمرة و يثني بالحج فالأول يفسد و يبطل لأن عندنا أنه لا يجوز أن يجمع في إحرام واحد بين الحج و العمرة كما لا يجمع في إحرام واحد بين حجتين أو عمرتين و القسم الثاني أيضا باطل لأن أحدا من الأمة لا يوجب على من أحرم بالحج مفردا أن يأتي عقيبه بلا فصل بالعمرة فلم يبق إلا وجوب القسم الأخير الذي ذكرناه و هو التمتع الذي ذهبنا إليه.