9
[مقدمة]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى
و بعد
فهذه رسالة موسومة ب«فيض الاله في ترجمة القاضي نور اللّه»كتبتها أداء لبعض ما على الشيعة من حقّ هذا السيّد الجليل،و ايفاء بوظيفة الشكر على ما وصل الينا من فيض احسانه الجزيل،و احياء لذكره الحسن و ثناءه الجميل،لا،بل احياء لذكرى الميت بذكره الحى كما قال الخوارزمي:
يا ربّ حى ميت ذكره
و ميت يحيى باخباره
و ذلك لاتصافه بصفة العلم الحقيقي المؤدى الى الحياة الابدية كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:«و العلماء باقون ما بقى الدهر أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة» (هرگز نميرد آنكه دلش زنده شد بعشق ثبت است بر جريدۀ عالم دوام ما)
و ينسب إليه(ع)أيضا أنّه قال:«الناس موتى و أهل العلم أحياء»و أضف الى هذا العموم خصوصية أخرى في حقّ الشهداء من العلماء كالقاضي قدس اللّه تربته الزكية فان فوزهم بالشهادة أمر آخر يزاد على تلك السعادة فهم مشمولون لقوله تعالى: «وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» و ذيلت ترجمته بترجمة أستاده،الذي إليه ينتهى غالب استناده، و ترجمة جماعة من علماء قومه و قبيلته،و فضلاء طائفته و عشيرته،ممن ينبغي ذكرهم عند ذكره،كجده و أبيه،و إخوانه و أحفاده و بنيه،و عمه و بنى عمه.و حيث ان تأليف هذه الرسالة المشتملة على تراجم هؤلاء الاكارم،الجامعين للمفاخر و المآثر و المكارم، اتفق في هذا الزمان المقترن بطبع كتاب الصوارم جعلتها كالمقدّمة لذلك الكتاب،المشتمل من ادلة الإمامة على لب اللباب.