20نعم انّ العرب في عصر الجاهلية كانوا يفرّقون بين الحجّ والعمرة، فكانوا يأتون بالعمرة في غير أشهر الحج وبالحجّ في أشهره، وكانوا يفردون كلاًّ عن الآخر، وكانت سيرتهم على ذلك إلى أن أدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العمرةَ في الحجّ حتّى أمر من لبّى بالحج في أشهر الحجّ وأحرم له، أن يجعله عمرة ثمّ يتحلّل ويحرم للحج ثانياً، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «دخلت العمرة في الحجّ إلى الأبد» كما سيوافيك تفسيره.
نعم روي ذلك مرفوعاً عن أبي هريرة، كما روي أنّ عمر كان يترك القران والتمتع ويذكر أنّ ذلك أتمّ للحجّ والعمرة وأن يعتمر في غير شهور الحجّ، فانّ اللّه تعالى يقول: ( اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ ) وروى نافع عن ابن عمر أنّه قال: «فرّقوا بين حجِّكم وعمرتكم» . 1كما روي ذلك القول عن قتادة أنّه قال: «الاعتمار في غير أشهر الحج» 2، ولعلّه أراد العمرة المفردة لا عمرة