164
يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ أَنَّ اَللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اَللّٰهِ وَ بَشِّرِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ»
1
و هذا هو خاتم النبيين الذى كان هو اولى بابراهيم عليه السلام و رأى ما رآهو مٰا كَذَبَ اَلْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ -و بصر بما بصر به ابراهيمو مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ -و تولى ما تولاه ابراهيم- إِنَّ وَلِيِّيَ اَللّٰهُ اَلَّذِي نَزَّلَ اَلْكِتٰابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى اَلصّٰالِحِينَ -و تبرأ مما تبرأ منه ابراهيم- أَنَّ اَللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ -و حيث انه صلى اللّه عليه و آله دَنٰا فَتَدَلّٰى فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ ذبح بما لم يذبح به ابراهيم عليه السلام حيث ذبح من هو من رسول اللّه و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله منه و هو الحسين بن على عليه السلام المذبوح على القفا صونا للكعبة عن الطغاة اللئام و ايثارا لمصارع الكرام على طاعة اللئام.
و السر في ذلك كله هو ان «رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال انا من حسين و حسين منى ثم قال الحسين عليه السلام ايها الناس انى سمعت رسول اللّه يقول من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهده يعمل في عباده بالظلم و لم يغير عليه بقول و لا فعل حق على اللّه ان يدخله مدخله اى معه في النار» فالحسين الذى كان من رسول اللّه و رسول الله صلى اللّه عليه و آله منه قد فدا نفسه و ضحى اهل بيته و اصحابه صونا للدين الالهى عن الزيغ و التحريف و حفظا لعهده من النكث و لخلقه من الظلم.
و من ذلك كله يظهر لك البعد السياسى للحج حيث ان التبرّؤ من المشركين و الحياد عنهم و الانزجار منهم و قطع ايديهم و الاعلان الصريح بذلك هو منسك سياسى للحج كما يهتف به قوله تعالى المتقدم.