156خاتمهم محمد صلى اللّه عليه و آله الذى كان مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهِ . . . وَ مُهَيْمِناً اى شرفا و مسيطرا على ما تقدمه.
و اما اختلاف الشرائع و المناسك و المناهج الذى قال تعالى فيه: « لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً» ، فمآله و مرجعه الى التخصيص لا النسخ يعنى ان الشرائط الخاصة التى يعترى المجتمع الانسانى تستدعى حكما فرعيا و قانونا جزئيا يختص بتلك الشرائط و ينقضى امده بانقضائها و هذا ليس من باب النسخ اصلا بحيث يدل على ظهور فساد ما كان سابقا بل جميع ما ورد من الاختلافات الفرعية في الشرائع فانما يكون من باب التخصيص الزمانى لا النسخ بمعنى ظهور نقص ما تقدم او عيبه او فساده و نحو ذلك لأنه تعالى حق و لا يقول الا الحق حيث قال: «وَ اَللّٰهُ يَقُولُ اَلْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي اَلسَّبِيلَ» 1الى هنا نجز الكلام في الامر الاول الباحث عن الاصلين و هما كلية الإسلام و دوامه.
اما الثاني الباحث عن كون الحج من حيث انه من المبانى الهامة
للإسلام صالح لتبلور ذينك الاصلين فيه
فبيانه فيما يلى من الجهات:
الجهة الاولى في ان الحج توحيد ممثل
ان العبادة أية عبادة كانت يعتبر فيها الخلوص «أَلاٰ لِلّٰهِ اَلدِّينُ اَلْخٰالِصُ» 2الا ان تجلى ذاك الخلوص في بعضها اظهر و طرد الشرك في