25التسمية في حصول التذكية فيما يذبح من بهيمة الأنعام، و عدم اشتراط شيء آخر من القيود المعنوية التعبّدية كالاستقبال.
و قد يناقش في الاستدلال بالأولى منهما: بأنّها أجنبية عن المقام، إذ الظاهرأو المحتمل على الأقلأن يكون المراد من ذكر اسم اللّه في أيام معدودات ذكر اللّه في أيام منى، و يكون حينئذ المراد بقوله تعالى عَلىٰ مٰا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ اَلْأَنْعٰامِ المقابلة، أي يكون ذكر اللّه في مقابل ما رزقهم من الأنعام في تلك الأيام، فلا ربط لها بالتسمية على الذبح.
و فيه: أنّه خلاف الظاهر جدّا، و لذلك لم يشر إليه أكثر المفسرين للآية، بل فسّروها بذكر اسم اللّه على الذبيحة و أرسلوا ذلك إرسال المسلّم، و الوجه في ذلكمضافا إلى أنّ الذكر لاسم اللّه غير ذكر اللّه، فلو كان المقصود ما قيل كان ينبغي أن يقال: فاذكروا اللّه، كما ورد في قوله تعالى فَاذْكُرُوا اَللّٰهَ كَذِكْرِكُمْ آبٰاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً 33و قوله تعالى وَ يَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ فِي أَيّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ 34و غيرهما من الآيات، بخلاف ذكر الاسم، فإنّه يناسب الإهلال و الافتتاح، و مضافا إلى أنّ الذكر لا يناسب أن يكون في قبال شيء، و عليه فلا يقال ذكر اللّه على ما أعطاه، و إنّما يقال شكره أو حمده على ما أعطاهأنّ سياق هذه الآيات و ما ورد بعد هذه الآية من قوله تعالى وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنٰا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ عَلىٰ مٰا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ اَلْأَنْعٰامِ 35و الآية الثانية قرينة قاطعة على أنّ النظر إلى ذكر الاسم على الذبيحة.
و قد يناقش في الاستدلال بالآيتين معا:
تارة: بما نسب إلى الزمخشري من أنّ الأمر بذكر الاسم كناية عن الذبح فكأنّه قيل فاذبحوها و أطعموا البائس الفقير، فلا يكون النظر فيها إلى التسمية نفسها و اشتراطها في التذكية، فضلا عن غيرها من الشروط.