10
فعن الصادق عليه السلام انّه كان إذا لم يحجّ أحجّ بعض أهله أو بعض مواليه، و يقول لنا: يا بنيّ ان استطعتم فلا يقف النّاس بعرفات الاّ و فيها من يدعوا لكم، فان الحاجّ ليشفع في ولده و أهله و جيرانه 1.
و قال عليّ بن الحسين عليهما السلام لإسحاق بن عمار: لما أخبره أنه موطّن على لزوم الحج كل عام بنفسه أو برجل من أهله بمال فأيقن بكثرة المال و البنين أو أبشر بكثرة المال 2.
و في كلّ ذلك روايات مستفيضة يضيق عن حصرها المقام.
و يظهر من جملة منها أنّ تكرارها ثلاثا أو سنة و سنة لا إدمان.
و يكره تركه للموسر في كلّ خمس سنين، و في عدّة من الأخبار: انّ من أوسع اللّه عليه و هو موسر و لم يحج في كلّ خمسو في رواية أربع سنين-: انه لمحروم 3.
و عن الصادق عليه السلام: من أحجّ أربع حجج لم يصبه ضغطة القبر 4.
[مقدّمة]
مقدّمة
[في آداب السفر و مستحبّاته لحجّ أو غيره]
في آداب السفر و مستحبّاته لحجّ أو غيره و هي أمور:
[(أوّلها) و من أوكدها الاستخارة]
(أوّلها) و من أوكدها الاستخارة بمعنى طلب الخير من ربه، و مسألة تقديره له عند التردّد في أصل السفر أو في طريقه أو مطلقا، و الأمر بها للسفر، و كلّ أمر خطير أو مورد خطر مستفيض، و لا سيّما عند الحيرة و الاختلاف في المشورة، و هي الدعاء لأن يكون خيره فيما يستقبل أمره.
و هذا النوع من الاستخارة هو الأصل فيها، بل أنكر بعض العلماء ما عداها ممّا يشتمل على التفأل و المشاورة بالرقاع، و الحصى، و الصحّة، و البندقة و غيرها لضعف غالب أخبارها