421
>كتاب الحج<
>بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<
بفتح أوله مصدر أو كسره اسما له و يشتمل على أبواب
>الأول<في المقدمات
و فيه أبحاث
الأول في
بيان معناه
الحج يطلق في اللغة على معان هي مطلق القصد و القصد المتكرر و الكف و القدوم و كثرة التردد و الغلبة بالحجة و أشهرها القصد و في الشرع على جهة الوضع المبتدأ دون النقل كما هو الأصح في سائر الحقائق الشرعية الموضوعة للعبادات بالمعنى الأخص لقصد الكعبة مطلقا أو متكررا أو مع قصد مطلق المشاعر للإتيان بالنسك الخاص مقرونا بالأعمال جامعا لشرائط الصحة على الأصح كما في باقي العبادات بالمعنى المذكور و لذلك تدور الأسماء مدارها كملت أجزاؤها أو نقصت و لأن الثمرة و الأحكام و الحكمة إنما تتعلق بها و التبادر عند الإطلاق و صحة السلب شاهدان عليها أو نفس الأعمال أو مع الأقوال واجبها و مندوبها أو الأول فقط أو خصوص الأركان المفسد تركها عمدا و سهوا أو عمدا فقط مع صحتها و قد تظهر الثمرة في النذور و نحوها و الأقوى هو الأول من الأقسام مقترنا بالقيود المذكورة و يزداد رجحانا على القول بالنقل لأنه يقرب من التخصيص فيكون أولى مما يقرب من المجاز و أقل تخصيصا و هو أولى مما يتعدد تخصيصه و لا يجب على الناسك معرفة معناه و لا معرفة تفصيل المناسك على نحو ما بيّناه حال ابتداء الدخول فيه بل يكفي معرفة الأعمال على الإجمال و أنه طالب للإتيان بأعمال ترتبط بالوصول إلى الكعبة مغايرة لما عداها من صلاة و زكاة و نحوهما كما لا يجب ذلك في سائر العبادات و إلا لزم الفساد في عبادات جمهور العباد فله أن يتعرفها حين فعلها أولا فأولا و لا سيما من يعسر عليه البيان كغير أهل اللسان و عد قصد مكة للنسك من المعاني اللغوية لا وجه له و يجري احتمال الاشتراك اللفظي و المعنوي و الحقيقة و المجاز في بعض المعاني اللغوية و كذا الشرعية على الوضع الابتدائي و النقلي و الهجري فتختلف المعاني باختلاف المقاصد
>البحث الثاني<في مقدماته
و هي أقسام
>القسم الأول<فيما يتعلق بالسفر
و هو أمور
أولها رجحانه في ذاته
فعن النبي صلى اللّٰه عليه و آله سافروا تصحّوا و جاهدوا تغتنموا و حجّوا تستغنوا
ثانيها رجحانه لغيره
فعن الصادق عليه السلام في حكمة آل داود عليه السلام إن على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمصلحة لمعاش أو لذة في غير محرم و نحوه عنه عن آبائه عن النبي صلى اللّٰه عليه و آله مع إضافة يا علي سر سنتين برّ والديك سر سنة صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخا في اللّٰه سر خمسة أميال أجب الملهوف سر ستة أميال انصر المظلوم و استحبابه للحج و زيارة الأئمّة و طلب الأمور الراجحة تواترت فيه الأخبار
ثالثها استحباب الوصية عند إرادته
فعن الصادق عليه السلام من ركب راحلته فليوص
رابعها الغسل عنده و الدعاء
و أفضله المأثور و هو بسم اللّٰه و باللّٰه و لا حول و لا قوة إلا باللّٰه و على ملة رسول اللّٰه و آله الصادقين عن اللّٰه صلوات اللّٰه عليهم أجمعين اللّٰهمّ طهّر به قلبي و اشرح به صدري و نوّر به قبري اللّٰهمّ اجعله نورا و طهورا و حرزا و شفاء من كل داء و آفة و عاهة و سوء و مما أخاف و أحذر و طهّر قلبي و جوارحي و عظامي و دمي و شعري و بشري و مخي و عصبي و ما أقلّت الأرض مني اللّٰهمّ اجعله لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إليك يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير
خامسها توديع العيال عند التوجه إليه
بأن يصلي ركعتين و يدعو بعدهما فعن النبي صلى اللّٰه عليه و آله ما استخلف أحد على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى السفر يقول اللّٰهمّ إني أستودعك نفسي و أهلي و مالي و ذريتي و دنياي و آخرتي و أمانتي و خاتمة عملي فإذا قالها أعطاه اللّٰه ما سأل و كان أبو جعفر عليه السلام إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت و قال اللّٰهمّ إني أستودعك الغداة نفسي و مالي و أهلي و ولدي الشاهد منا و الغائب اللّٰهمّ احفظنا و احفظ عيالنا اللّٰهمّ اجعلنا في جوارك اللّٰهمّ لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من عافيتك و فضلك و عن النبي صلى اللّٰه عليه و آله ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد ثياب سفره خيرا من أربع ركعات يصليهن في بيته يقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب و قل هو اللّٰه أحد و يقول اللّٰهمّ إني أتقرب إليك بهن فاجعلهن خليفتي في أهلي و مالي و ولدي و روي أنه يقرأ في الأولى من الركعتين بعد الحمد سورة الإخلاص و في الثانية بعد الحمد القدر
سادسها التصدق أمامه بما تيسر
و ورد في عدة أخبار أنها دافعة لنحوسات الأيام و يستحب أن يقال عند التصدق اللّٰهمّ إني اشتريت بهذه الصدقة سلامتي و سلامة سفري و ما معي اللّٰهمّ احفظني و احفظ ما معي و سلمني و سلّم ما معي و بلغني و بلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل
سابعها التعميم
فعن الصادق عليه السلام ضمنت لمن خرج من بيته معتما بأن يرجع إليه سالما
ثامنها التحنك
بإدارة طرف العمامة تحت حنكه فعن الكاظم عليه السلام أنا ضامن ثلاثا لمن خرج معتما تحت حنكه يريد سفرا أن لا يصيبه السرق و الحرق و الغرق و عن الصادق عليه السلام من خرج في سفره و لم يذر العمامة تحت حنكه فأصابه ألم لا دواء له فلا يلومنّ