448بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك، و إذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لوناً، و ألينها تربة، و أكثرها عشباً. فإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس، و إذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المدى في الأرض، و إذا ارتحلت فصلّ ركعتين، ثمّ ودّع الأرض الّتي حللت بها، و سلّم عليها و على أهلها، فإنّ لكلّ بقعة أهلاً من الملائكة، و إن استطعتَ أن لا تأكل طعاماً حتّى تبدأ فتتصدّق منه فافعل. و عليك بقراءة كتاب اللّه تعالى ما دُمت راكباً، و عليك بالتسبيح ما دمتَ عاملاً عملاً، و عليك بالدعاء ما دُمت خالياً، و إيّاك و السير في أوّل الليل، و سر في أخره، و إيّاك و رفع الصوت في سيرك» 1.
سادس عشرها: توديع المسافر و تشييعه و إعانته،
فعن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنّه كان إذا ودّع المؤمنين قال: «زوّدكم اللّه التقوى، و وجّهكم إلى كلّ خير، و قضى لكم كلّ حاجة، و سلم لكم دينكم و دنياكم، و ردّكم سالمين إلى سالمين» 2.
و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنّه كان إذا ودّع مسافراً أخذ بيده ثمّ قال: «أحسن اللّه لك الصحابة، و أكمل لك المعونة، و سهّل لك الحزونة، و قرّب لك البعيد، و كفاك المُهم، و حفظَ لك دينك و أمانتك و خواتيم عملك، و وجّهك لكلّ خير، عليكَ بتقوى اللّه، استودع اللّه نفسك، سِر على بركة اللّه» 3.
و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «من أعان مؤمناً مسافراً، نفّس اللّه عنه ثلاثاً و سبعين كُربة، و أجاره في الدنيا و الآخرة من الهمّ و الغمّ، و نفّس عنه كربه العظيم يوم يغصّ الناس بأنفاسهم» 4.
و عن الباقر عليه السلام: «من خلف حاجّاً في أهله بخير، كان له كأجره، كأنّه