203
السعي
مرتبة السعي:
قدمنا ان فصول هذا الكتاب تأتي في الترتيب و التبويب حسب ترتيب الأعمال المطلوبة من النائي عن مكة الذي وظيفته حج التمتع. و ان العمل الأول لكل ناسك مهما كانت وظيفته هو الإحرام، و ان العمل الثاني للمعتمر بعمرة مفردة، أو لحج التمتع هو الطواف، ثم ركعتاه. أما السعي بين الصفا و المروة فمحله بعد الطواف و ركعتيه في العمرة و الحج بشتى أنواعه، فهو تبع للطواف، و متأخر عنه، و لا يجوز تقديمه عليه، و من سعى قبل أن يطوف فعليه أن يرجع، فيطوف، ثم يسعى. أما الموالاة، و الانتقال من الطواف و ركعتيه إلى السعي مباشرة، و بلا فاصل فهو أفضل بدون ريب، لقول الإمام الصادق عليه السّلام: ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين فرغ من طوافه و ركعتيه قال: ابدأوا بما بدأ اللّه به إتيان الصفا، و من هنا ذهب كثير من العلماء إلى عدم جواز التأخير إلى اليوم الثاني اختيارا.
و مهما يكن، فإن حقيقة السعي واحدة في العمرة و الحج بأنواعه الثلاثة، كما أنّه ركن منهما يبطلان بتركه عمدا، فقد سئل الإمام عليه السّلام عن رجل ترك السعي متعمدا؟ قال: لا حج له.