291
و المدركات شاكلت مداركا
بل وحّدت و قس نظير ذلكا
تكيّفا تلطّفا تمدّدا
جزئيّة كليّة تجرّدا
أشعار رأسه له الإشعار
بأنّ تشويشا له الشعار
إنّ تروك المحرم عدّات
محرّمات ثمّ مكروهات
(و المدركات) -بفتح الراء- (شاكلت مداركا) أي القوى 1المدركة (بل وحّدت) بها بناء على القول باتّحاد المدرك و المدرك، (و قس نظير ذلكا) مثل سنخيّة الغذاء و المغتذي، و الطالب و المطلوب، و الأصول و الفروع.
(تكيّفا تلطّفا تمدّدا، جزئيّة كليّة تجرّدا) أي المشاكلة بحسب هذه، و التمدّد أعمّ من التمدّد المثالي و الطبيعي، و التجرّد أعمّ من تجرّد الكلّيات و تجرّد الذوات.
و لمّا كان هنا مظنّة أن يقال: «إذا كان التطهير عن الأوساخ و الأحداث و الأخباث صورة التطهير عن الأهواء و الآثام، كان المناسب إزالة شعر الرأس، لا توفيره» ؟ اعتذرنا بأنّ هنا علّة أخرى، و هي الإشارة إلى أنّ في القلب تشويشا و دغدغة في نيل المطلوب العظيم، هل يتيسّر أم لا؟ كما قلنا:
(أشعار رأسه) -أي رأس المحرم- (له الإشعار بأنّ تشويشا له) أي لقلبه (الشعار) كتشويش و تشعيب في الشعر.
[تروك المحرم]
نبراس [في المحرّمات]
(إنّ تروك المحرم عدّات: محرّمات) أي تروك أشياء محرمة، (ثمّ مكروهات) أي تروك أشياء مكروهة:
(أولاهما) : أي المحرّمات منها (اصطياد صيد البرّ) -لا صيد البحر، كما قال