289
إذا علائم الوصول ظهرت
تلبية من واصل مّا سوّغت
كذا إذا ما وقفوا بعرفة
ما استحسنت من ذي شهود عرفه
إذ الوقوف وقفة في المعرفة
و المشعر الشعور بالمزدلفة
بل هيأه الوقار تدعو الهيبة
كما حضوره يجرّ الغيبة
مقدّماته تماما تستحبّ
توفير شعر رأس من حجّا ندب
إلى المقصود (ظهرت) فحينئذ (تلبية من واصل مّا) -نافية- (سوّغت كذا إذا ما وقفوا بعرفة) -ناظر إلى قطعها في زوال عرفة- (ما استحسنت) تلبية (من ذي شهود عرفه، إذ الوقوف) بعرفة (وقفة في المعرفة، و المشعر الشعور بالمزدلفة) أي بالقرب الحقيقيّ من اللّه، فالمشعر و المزدلفة مصدران ميميّان، فمقام الوصول و الشهود لا يستدعي التلبية، بل يستدعي الوقار و السكينة، كما قلنا (بل هيأه الوقار) -مفعول- (تدعو الهيبة) أي هيبة الجلال عند الوصول، (كما حضوره) أي حضور الموصول (يجرّ الغيبة) ، أي غيبة وجود الواصل.
كما قيل: «كنّا بنا فغبنا عنّا و بقينا بلا نحن» و قيل 1أروح بفقد بالشهود مؤلّفي و أغدو بوجد بالوجود مشتّتي
يفرّقني لبّي التزاما بمحضري و يجمعني سلبي اصطلاما بغيبتي
أخال حضيضي الصحو و السكر معرجي إليها، و محوي منتهى قاب سدرتي
فلمّا جلوت الغين عنّي اجتليتني مفيقا فمنّي العين بالعين قرّت
نبراس [في مقدمات الإحرام]
(مقدّماته) أي مقدمات الإحرام (تماما تستحبّ) :
منها (توفير شعر رأس من حجّا ندب) من «ندبه إلى الأمر» أي دعا إليه