281
كان الندا تكليفا أو تكوينا
مثل اِئْتِيٰا متلوّ طائعينا
و هلمّوا إلينا. و قد ذكرنا أذان أنبيائه عند قولنا 1: «أذّن غرّ» ، و هذا النداء سلب أفئدة أحبّائه و اهتزّ به قلوب أوليائه، و نعم ما قيل 2:
نهاري أصيل كلّه إن تنسّمت
أوائله منها بردّ تحيّة
و ليلي فيها كلّه سحر إذا
سرى لي منها فيه عرف نسيمة
و إن طرقت ليلا فشهري كلّه
بها ليلة القدر ابتهاجا بزورتي
و إن قرّبت داري فعامي كلّه
ربيع اعتدال في رياض أريضة
و إن رضيت عنّي فعمري كلّه
زمان الصبي طيبا و عصر الشبيبة
يشاهد منّي حسنها كلّ ذرّة
بها كلّ طرف جال في كلّ طرفة
و يثني عليها في كلّ لطيفة
بكلّ لسان طال في كلّ لفظة
و انشق ريّاها بكلّ دقيقة
بها كلّ أنف ناشق كلّ هبّة
و يسمع منّي لفظها كلّ بضعة
بها كلّ سمع سامع متنصّت
سواء (كان الندا تكليفا أو) كان (تكوينا) و قد مرّ في محافل أخرى أنّ الأمر منه تكليفيّ، و منه تكوينيّ لا سبيل فيه إلاّ الطاعة، فالتكليفي معلوم، و أمّا التكويني فهو تكميل الموادّ بالاستكمالات و الترقّيات الصعوديّة بالمحرّكات الطبيعيّة و النفسانيّة و العقليّة، فإنّها دعوة تكوينيّة إلى جنابه، (مثل اِئْتِيٰا ) الّذي هو (متلوّ طائعينا) في الكتاب المجيد في قوله تعالى فَقٰالَ لَهٰا وَ لِلْأَرْضِ اِئْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ [41/11].
فأمره التكليفي هنا ظاهرو هو هذاو أمره التكويني و 3و نداوة الوجودي