258
و ذكره تال لذكر اللّه
إذ هو مرآة أتمّ، ما هي؟ !
من: «لي مع اللّه» مقامه ظهر
و «من رآني قد رأى الحقّ» جهر
كلام حقّ جا على لسانه
حيث خلى عن كونه مكانه
فمن له يمطو و يخفى ينتعل
عن ذكر أجره لساننا يكلّ
مشيء حفا أحمز أدنى من أدب
زيّ المساكين إلى اللّه أحبّ
كلّ حبيب يذكّره لمحبّة، و الإضافة من باب إضافة المصدر إلى المفعول. (و ذكره تال لذكر اللّه) لأنّ وجود اللّه تعالى قبل وجود كلّ شيء، قبليّة ذاتيّة سرمديّة، (إذ هو) أي الشارع (مرآة أتمّ) و اسم أعظم للّه تعالى (ما هي) ؟ استفهام و تعجّب للتفخيم.
(من) قوله صلّى اللّه عليه و آله 1(«لي مع اللّه) وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل» (مقامه ظهر، و «من رآني قد رأى الحقّ») قوله الآخر 2-بحذف الفاء من كلمة «قد» في النظم- (جهر) أيضا تمجيد آخر له، (كلام حقّ جا) -مقصور للضرورة- (على لسانه حيث خلى عن كونه) و (مكانه) ، أي يجيء بكلام الحقّ حين انسلخ عن وجوده الكوني و صار كالميّت بين يدي الغسّال، و حينئذ لا وجود نفسيّ له 3، فضلا عن توابعه.
(فمن له) أي للحجّ أو للحقّ (يمطو) أي يحجّ راكبا على المطيّ و نحوه (و يحفي) كلمة الواو بمعنى أو، أي يحجّ حافيا أو (ينتعل) أي يحجّ ماشيا لابسا للنعل، كقوله: «إن هالك كلّ من يحفي و ينتعل» ، (عن ذكر أجره لساننا يكلّ) .
ثمّ إنّا في سرّ الأفضليّة قلنا (مشي) و (حفا أحمز) و أفضل الأعمال أحمزها