4404-أن تلك الكتب مشتملة على مواعظ و عِبَر كما مرَّ روايته عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،فلا محذور حينئذ في اقتنائها للانتفاع بما فيها من تلك المواعظ و العبر.
هذا مع أنهم رووا أن المهدي إنما سُمّي المهدي لأنه يُهدَى إلى أمر خفي،و يستخرج التوراة و الإنجيل من أرض يقال لها(أنطاكية).
و رووا أن المهدي يُخرج التوراة غضة-أي طرية-من أنطاكية 1.
فلما ذا لا يسأل الكاتب نفسه:ما ذا يصنع المهدي بالتوراة و الإنجيل المنسوخين و عنده كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه؟!
و لما ذا يحكم بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل التوراة بتوراتهم و لا يحكم بينهم بحكم الإسلام؟
فإذا جاز ذلك للمهدي عليه السلام الذي سيملأ الأرض قسطاً و عدلاً جاز بالأولوية لغيره من الخلفاء و الأئمة الذين لم يكلَّفوا بما كُلّف به المهدي.
قال الكاتب:إني أشم رائحة أَيد خبيثة فهي التي دَسَّت هذه الروايات،و كذبت على الأئمة،و سيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله.
و أقول:إن ادّعاء شم الروائح ليس دليلاً علميّا في أمثال هذه الأمور المهمة التي يترتب عليها إحقاق مذهب و إبطال مذهب آخر،و إنما الدليل هو النصوص الصحيحة الثابتة بما لها من المعاني الصحيحة،لا بما يفسِّرها مُغرِض أو يؤوِّلها مُفتِن.
و الكاتب كما رأينا في كل كلامه السابق كان يتعقَّب الروايات الضعيفة و يحتج بها على الشيعة،أو ينقل الروايات الصحيحة التي لا يعلم بصحَّتها و يدفعها بغير حجة صحيحة،أو يفسِّرها تفسيراً خاطئاً ثمّ يحتج بها على الشيعة.