436زعم باطل،لأنا لم نجد بعد تتبع الأقوال من يقول بزيادة شيء في المصحف الذي هو عند الناس،و من زعم تحريف القرآن إنما قال بتحريف النقصان لا الزيادة،و هو أمر معلوم لا يخفى على مَن تتبع الأقوال في المسألة.
قال الكاتب:إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً،و حازها أمير المؤمنين صدقاً،فما معنى إخفائها عن الأمة و هي من أحوج ما تكون إليها في حياتها و في عبادتها لربها؟
عَلَّلَ كثير من فقهائنا ذلك:لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
و لنا أن نسأل:أ يكون أمير المؤمنين و أسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟! أَ يُكتمُ أمرها و يحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟! لا و الذي رفع السماء بغير عمد،ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله.
و أقول:لقد أوضحنا آنفاً أنه لا محذور في إخفائها كلها،فلا حاجة للإعادة.
و العجب أن الكاتب نسب إلى كثير من علماء الشيعة أن الإخفاء كان للتقية و الخوف من الخصوم،و لم يذكر مَن مِن العلماء ذكر ذلك.
و على أيّة حال فنحن غير مطالبين بمعرفة السبب من إخفاء هذه الكتب عن الشيعة خاصة و عن الناس عامة،و نحن نجزم بأن الأئمة عليهم السلام لا يتصرفون إلا بما تقتضيه الحكمة و المصلحة،و هم سلام الله عليهم أعرف بها،و لهذا فنحن من هذه الجهة في راحة.
ثمّ إن الكاتب صار يطبِّل و يزمِّر و يصيح بأعلى عقيرته بأن الأئمة لا يصح منهم أن يخفوا هذه الكتب،مع أن أهل السنة قد ذكروا أن أبا بكر جمع القرآن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في قراطيس،فكانت عنده حتى توفي،ثمّ كانت عند عمر حتى