434و بهذا كله يتضح أن ما استدل به الكاتب مخدوش سنداً و دلالة.
[-بيان بطلان حكاية الكاتب أن السيد الخوئي أوصى كادر التدريس بالتمسك بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة]
قال الكاتب:و لهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا و هو على فراش الموت عند ما أوصانا كادر التدريس في الحوزة:
(عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة).
و قرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي رضي الله عنه و الذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
و أقول:هذه الرواية من الأكاذيب المكشوفة،و ذلك لأن الخوئي قدّس الله نفسه لم يمرض قبل موته حتى يوصي و هو على فراش الموت،و إنما مات فجأة،و هذا يعرفه كل من كان محيطاً بالسيّد،بل هو أمر مشهور يعرفه كثير من الناس.
ثمّ إن مثل هذا الكلام لا يصدر من السيّد الخوئي جزماً،و ذلك لأن السيّد قد صرَّح في كتبه بسلامة القرآن من الزيادة و النقيصة،فأي قرآن يُظهره صاحب الزمان؟!
ثمّ ما هي العلاقة بين المصحف الموجود بين أيدينا و مصحف فاطمة عليها السلام؟! فإنهما كتابان متغايران،و ذلك لأن مصحف فاطمة كتاب فيه ما كان و ما يكون من الحوادث كما مرَّ بيانه،و ليس هو بقرآن،أو مشتمل على آيات و أحكام.
كما أن الأخبار لم تدل على أن صاحب الزمان عليه السلام سيظهر للناس مصحف فاطمة عليها السلام،و إنما دلَّت على أنه سيظهر لهم المصحف الذي كتبه أمير المؤمنين عليه السلام،المشتمل على التنزيل و التأويل كما مرَّ.
و يكفي في الدلالة على افتعال هذه القضية هي زعمه أن السيّد الخوئي قدس سره قد أطلق على الكتاب اسم(قرآن فاطمة)،مع أنه(مصحف فاطمة)،و هذا خطأ فادح لا