38قال مالك : ثم أمر لي بألف دينار عيناً ذهباً وكسوة عظيمة، وأمر لابني بألف دينار) 1.
ثم قال: وذكروا أن مالك بن أنس لما أخذ في تدوين كتبه ، ووضع علمه، قدم عليه المهدي بن أبي جعفر ، فسأله عمّا صنع فيما أمره به أبو جعفر، فأتاه بالكتب وهي كتب الموطأ ، فأمر المهدي بانتساخها، وقُرئت على مالك. فلمّا أتمّ قرائتها، أمر له بأربعة آلاف دينار، ولابنه بألف دينار) 2.
واتّسع نطاق الخلاف، فنرى مالك بن أنس يحطّ من كرامة العراقيين، ويتحامل عليهم، ويُعلن بقوله : ( أنزلوهم منزلة أهل الكتاب، لا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم، وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ 3) 4.
ودخل عليه محمد بن الحسن الشيباني فسمعه يقول هذه المقالة، ثمّ رفع رأسه فكأنّه استحيى فقال: ( يا أبا عبد الله أكره أن تكون غِيبة، كذلك أدركت أصحابنا يقولون، وكان يقرأ إذا نظر إلى العراقيين: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ 5) 6. وكان يسمّي الكوفة دار الضرب، يعني انّها تضع الأحاديث، وتضعها كما تخرج دار الضرب الدراهم والدنانير.
وقال عطاء لأبي حنيفة: ( من أين أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كٰانُوا شِيَعاً 7) 8.