30بعضهم يُفتي بما استقرّ لديه من فهم واجتهاد، أو ممّا سمع من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فتشكّل لدى البعض منهم آراء عدّة ، كونت في مجملها ما يُسمى بالمذهب .
وكان من أشهر الصحابة الذين عُرفوا في الفتوى في عصر الخلافة : الامام علي عليه السلام ، وأبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، والزهراء فاطمة، وعائشة، وأبو الدرداء، وأبو رافع، وأبو سعيد الخدري، وأُبيّ بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري، وجابر ابن عبد الله الأنصاري، وحُذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، وسلمان الفارسي، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعمّار بن ياسر، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل وغيرهم.
إلّا أنّ المرجع الأعم في تشخيص الحكم الشرعي بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيه أنّه قال : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه» 1. ولتواتر الحديث عن عائشة أنّها قالت: ( علي بن أبي طالب أعلم الناس بالسُنّة) 2.
وممّا يدلّ على ذلك قول ابن عباس: ( كنّا إذا أتانا الثبت عن عليّ لم نعدل به) 3.
وعن سعيد بن المسيّب قال: ( كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن) 4. وكان يقول : ( لا ابقاني الله لمعظلة ليس لها أبو الحسن ) 5. وكان يقول: (لولا عليّ لهلك عُمر) 6. ويقول أيضاً : ( علي أقضانا ) 7.