14
كلمة حجّة الإسلام الأصفهاني الحائري
تكرّم علينا حجّة الإسلام الفيلسوف الكبير الحاج الشيخ محمّد رضا الأصفهاني الحائري بكلمةٍ بليغةٍ عبّر فيها عن انطباعاته لهذا الكتاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كلّه، والصلاة والسّلام على رسول الله محمّد بن عبد الله وعلى آله آل الله.
وبعد، إنّ من أسباب فضيلة الكلام أن يكون الكلام في موضوعٍ ذي فضل، ولمّا كانت كربلاء من أفضل بقاع الدنيا، فالتكلّم في تاريخها من أفضل الكلام في التواريخ. وقد تكلّم جماعةٌ في تاريخ هذا البلد المقدّس، ولكنّي ما رأيت تلك التواريخ، وإنّما رأيت تاريخ (تراث كربلاء) الذي ألّفه الفاضل الشابّ اللبيب، والمهذَّب البارع الأديب، السيد سلمان بن السيد هادي بن السيد محمّد مهدي آل طعمة (سلّمه الله تعالى)، فوجدتُه في هذا الموضوع مؤلّفاً جامعاً مشتملاً على كثيرٍ من الخصوصيات؛ فقد تعرّض لذكر عامري هذا البلد المبارك من العلماء والسادات والسلاطين وغيرهم، ولبيان بعض خصوصيات الروضتين المقدّستين: روضة سيّدنا الحسين(ع) وأخيه أبي الفضل العباس(ع)، ولكثيرٍ من البقاع؛ كبقعة السيّد إبراهيم المجاب، وبقعة حبيب بن مظاهر، وبقعة الحرّ بن يزيد الرياحي وغيرها، ولكثيرٍ من المدارس الدينيّة والمساجد والحسينيات، ولكثيرٍ من المكتبات العامّة والخاصة، ولذكر كثيرٍ من أعاظم العلماء والأساطين وبعض مصنّفاتهم، ولجماعة من الأدباء والشعراء وبعض