88ومن المعلوم أنّ حبّ الله ونبيّه وعترته يتجلّى بوجهين:
1. أن يعتمد في منهج حياته، السيرَ وفقاً لأوامره سبحانه ونواهيه ولذلك يقول: الحب هو الانقياد والاتّباع للمحبوب، وقد استشهد الإمام الصادق(ع) لهذا النوع من الود بالبيتين التاليين:
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه
2. نشر تعاليمهم وخطبهم وأحاديثهم وصيانة آثارهم ومعالمهم والاهتمام بمشاهدهم بحيث تكون رمزاً ومعلّماً إسلامياً بارزاً، ولا يشكّ ذو مسكة أنّ بناء القباب على تلك القبور التي ضمّت جسد الرسول الأكرم(ص) وعترته الطاهرة يُعد مظهراً لإظهار الودّ والحب.
الثالث: صيانة الآثار تعظيم للشعائر
دلّ قوله سبحانه: ذٰلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ 1 والآية من مصاديق الحذف والإيصال أي: ومن يعظم شعائر دين الله. فالآية بصفة كلّية تدلّ على تعظيم ما يمت إلى دين الله بصلة.
ثمّ إنّه سبحانه يذكر مصداقاً لتعظيم شعائر دين الله ويقول: وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ لَكُمْ فِيهٰا خَيْرٌ 2، فإذا كانت البُدن التي صارت معلمة للذبح في مكة أو نواحيها، من شعائر الله، فالأنبياء والأولياء والذين جاهدوا لأجل رفع كلمة الله بنفسهم ونفيسهم، أولى أن يكونوا من علائم دين الله، ومن المعلوم أنّ حفظ آثارهم وقبورهم وما يمتّ إليهم بصلة، تعظيم لشعائر دين الله.
الرابع: القرآن الكريم وحفظ الآثار
دلّ القرآن الكريم على أنّ الأُمم السالفة كانت تحتفظ بآثار أنبيائها وتحافظ عليها وتصونها وتتبرّك بها، وكانت تحملها معها في الحروب، ليتسنّى لها من خلال التبرّك بها التغلّب والانتصار على عدوهم.