49ومَن نطق بمثل ذلك لا يحلّ تكفيره، إذ هو ليس قاصداً للمعنى الكفري في حالة يؤخذ فيها أقاريره.
إلى هنا تمّ ذكر ما هو الشرط للحكم بالخروج عن الإيمان وبقي هنا بيان بعض الموانع:
موانع التكفير
إنّ للتكفير شروطاً وموانع نذكر منها ما يلي:
الأول: كونه مختاراً في البيان والعمل
إذا كان الإنسان مكرهاً على الكفر، كما هو الحال في قضية عمّار (رضي الله عنه)، فلا يحلّ تكفيره، قال سبحانه: مَنْ كَفَرَ بِاللّٰهِ مِنْ بَعْدِ إِيمٰانِهِ إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ 1. وقد روى المفسّرون أنّ الآية نزلت في جماعة أُكرهوا، وهم عمّار وياسر أبوه وأُمّه سميّة، وصهيب وبلال وخبّاب عذّبوا، وقتل أبو عمّار وأُمّه، فأعطاهم عمّار بلسانه ممّا أرادوا منه، ثم أُخبر بذلك رسول الله(ص)، فقال قوم: كفر عمّار، فقال(ص):
«كلاّ إنّ عمّاراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه» وجاء عمّار إلى رسول الله(ص) وهو يبكي فقال(صلى الله عليه وآله وسلم):
«ما وراءك». قال: شرٌّ يا رسول الله، ما تُركت حتى نِلتُ منك، وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله(ص) يمسح عينيه ويقول:
«إن عادوا لك فعد لهم بما قلت». 2
الثاني: الإنكار عن شبهة خارجة عن الاختيار
ربّما يتّفق لبعض الناس إنكار حكم ضروري لشبهة طرأت على ذهنه بسبب مخالطته للكفّار ومجالسته للمنكرين، فنحن نعيش الآن في عصر تطوّر الاتّصالات، وفضائيات الأعداء تبثّ
كلّ يوم وليلة عشرات الشُّبَه من على شاشات التلفزيون، ولم تزل وسائل الإعلام في الخارج والداخل تتولّى بذر الشُّبَه في الأُصول والمعارف، فالشاب غير العارف