14حزب التحرير في آسيا، جماعة بوكو حرام في نيجيريا، حركة الشباب الصومالية، جماعة أنصار السنّة وأنصار الشريعة في أفريقيا وغيرها من الجماعات المتعددة، والتي تؤشّر بمجموعها وجود أزمة كبرى في العالم الإسلامي.
أمّا ما هي الأسباب والعوامل التي آلت إلى هذه الوضعية فذلك يستدعي منّا بحوثاً ودراسات معمقة سوف ننوّه إليها بالتفصيل في مجموعة المقالات، ولكن إجمالاً نقول، أنّه لا ينبغي هنا التغاضي عن دور الغرب في مشروع الإسلاموفوبيا، وبالتبع، محاربة الإسلام. ذلك أنّه ارتأى، في ظلّ النمو السريع للإسلام في العالم، أن يشتغل على مشروع الإسلام ضدّ الإسلام، و أن يعمل عبر مساندة الجماعات المتطرفة وتوظيف الاختلافات الطائفية والمذهبية، على تحريك بعض الجماعات المنبثقة من رحم الإسلام لإضعاف قوة المسلمين وقدراتهم، وليرسم في المقابل صورة مشوّهة عن المسلمين أمام أنظار العالم.
كما أنّ القراءات المنحرفة والضالة لبعض المفاهيم مثل التوحيد والشرك والإيمان والكفر والبدع وأمثال ذلك دفعت المسلمين إلى مستنقع التكفير.
ومع ذلك، يبدو أنّ الجرائم وأعمال التدمير التي ترتكبها التيارات التكفيرية من السعة والصلف بحيث أحدثت موجة من الاشمئزاز والإدانة لهذه الممارسات في العالم الإسلامي.
وبناءً عليه، فإنّ التصدّي العلمي و التنويري لهذا التيار يضع على عاتق العلماء والمفكرين مسؤولية سبر جذور هذه الظاهرة واجتراح الحلول اللازمة للفكاك منها، من هنا انبرى المؤتمر الدولي «آراء علماء الإسلام في التيارات المتطرفة و التكفيرية» بحسب إمكاناته وبإشراف وتوجيه كريمين من لدن سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي «دام ظله الوارف» إلى توظيف الطاقات العلمية في العالم الإسلامي من أجل التصدّي لظاهرة التكفير. وقد تشكّلت لهذا الغرض أربع لجان علمية هي كالتالي:
1. نسابية التيارات التكفيرية؛
2. سبر عقائد التيارات التكفيرية؛
3. التيارات التكفيرية والسياسة؛