7الحمدللّه ربّ العالمين و صلّى الله على خير خلقه محمّدٍ و آله الطيّبين الطاهرين
إنّ السلفية هي نزعةٌ تسلك طريق الإفراط في التمسك بظواهر الكتاب و السنّة و تجعل فهم السلف للكتاب و السنّة معياراً لأفكارها و أعمالها، و لا تُطيق أيّ نوعٍ من التأويل في ظواهر النصوص وإن كانت معارضة للأحكام البديهية و الضرورات العقلية. و من هذا المنطق فإنّ السلفيين يحملون الصفات الخبرية الواردة في الكتاب و السنّة و التي يقتضي ظاهرها وجود أعضاء و جوارح لله سبحانه و تعالى على نفس معناها الظاهري دون أيّ تاويلٍ، فجعلوا له جلّ شأنه يدين و رجلين و وجهاً، لكن غاية ما في الأمر أنّهم يبرّرون هذه المزاعم بالقول بأنّنا لا نعرف كيف تكون يدالله تعالى أو رجله إلا أنّنا نعتقد بأنّه يتّصف بهكذا أوصاف. أمّا الدليل الذي يستندون إليه في زعمهم هذا هو أنّ السلف الصالح قد نفوا وجود أيّ نوعٍ من التأويل أو المجاز في هذا المجال و كانوا يتمسّكون بظواهر الكتاب و السنّة.
إنّ دراسة و تحليل هذا الزعم نفياً و إثباتاً يتطلّب مجالاً آخر، لكنّ الباحث الكريم الأستاذ مروان خليفات قام في هذه الدراسة بالإجابة عن هذه الأسئلة: لماذا يكون فهم السلف و استنتاجاتهم حجّةً علينا؟ و ما هي الأدلّة التي تثبت حجّية أفكار السلف و أفعالهم؟