33
الْمُؤْمِنِينَ) 1توبة ورجوع منه عليه السلام بعد الإفاقة، إذ تبين له أنّ الذي سأله وقع في غير موقعه، فأخذته العناية الإلهية بتعريفه ذلك وتعليمه عياناً بإشهاده دكّ الجبل بالتجلي، حيث أثبت له أن رؤيته تعالى غير ممكنةٍ.
فبدأ بتنزيهه تعالى وتقديسه عما كان يرى من إمكان ذلك، ثم عقبه بالتوبة عما أقدم عليه وهو يطمع في أن يتوب عليه، وليس من الواجب في التوبة أنْ تكون دائماً عن معصية وجرم، بل يمكن أن تكون بالرجوع إليه تعالى لشائبةٍ بعد كيفٍ حصل.
ثم عقب عليه السلام ذلك بالاقرار والشهادة بقوله: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) 2أي أول المؤمنين من قومي بأنّك لا ترى، وهذا ما يدل عليه المقام 3.
الآية الثانية: (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ)
قال سبحانه: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ) 4.
الرؤية في الأصل من الإدراك، والإدراك قد يكون بواسطة الآلة أو من دونها كما تقدم، والآية الكريمة صريحة في نفي إدراك