33وأخرجه في تاريخه أيضاً من طريق عبد الجبار بن العباس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن عدي الكندي، قال: رأيت علياً (كرم الله وجهه) وهو على المنبر وهو يقول: «من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله؟ (يعني ابن السوداء)، لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة ينعى عليَّ دمه كما ادّعيت عليَّ دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاماً» 1.
ويرد عليها أنّ قوله: «الحميت الأسود» ، وقول ابن عساكر: ( يعني ابن السوداء ) لا يدلان على ابن سبأ، إذ تقدّم وقوع الخلاف في شخصية ابن سبأ، فقد عدّ جماعة من أعلام السنة (ابن سبأ) و (ابن السوداء) شخصيتين مختلفتين.
وعليه فدلالة هذا الخبر على أنّ ابن سبأ كان يكذب على الله تعالى ورسوله غير واضحة.
وحاصل الكلام: يرد على الروايات التي وردت من غير طريق سيف بن عمر في ابن سبأ - بعد غضّ النظر عن إسنادها، وعدم وضوح كون المراد فيها عبد الله بن سبأ - أنّ دلالتها لاتتعدى كون هناك رجل معاصر لأمير المؤمنين(ع) اسمه عبدالله بن سبأ، وكان ممن يكذب على الله تعالى ورسوله الكريم(ص).