30على رجال العلم والإصلاح من دون دليل وبرهان.
ونقتصر بذلك ولا نرجع إلى الأعمال الإجرامية الّتي حدثت في القرون الوسطى.
وممّا يدلّ على جهل المتعصّبين بمعايير الإيمان والكفر أنّهم كفّروا الأشاعرة أو قتلوهم في أُمور لاتمتّ إلى الإيمان والكفر، وإنّما هي مسائل كلامية نظير الصفات الخبرية - أعني: العين واليد والاستواء لله سبحانه - فالحنابلة يأخذون بها في المعنى اللغوي كما مرّ في بيان الراضي العباسيّ، والأشاعرة من أهل التنزيه يفسّرونها بوجه لا يوجب التشبيه والتجسيم، وقد مرّ
أنّهم آذوا إمام المسجد بحجة أنّه يجهر بالبسملة. والجهر بها أو القنوت في صلاة الفجر - اللّذان آذوا بهما إمام المسجد - حكم فرعي خاضع للاجتهاد، فللمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد، وإمام المسجد لم يكن خارجاً عن أحدهما.
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً* اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) 1