433
ثُمَّ أَتِمُّوا اَلصِّيٰامَ إِلَى اَللَّيْلِ
1
و قوله سبحانه وَ يَأْبَى اَللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكٰافِرُونَ 2و قوله سبحانه وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمٰا أَتَمَّهٰا عَلىٰ أَبَوَيْكَ . 3ب: قوله سبحانه فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ أي منعكم حابس قاصر عن إتمام الحجّ فعليكم بما استيسر من الهدي، فالجملة قرينة على أنّ المراد من الإتمام، الإكمال.
و على ذلك جرى المفسرون في تفسير الجملة الآنفة الذكر، قال الشيخ الطوسي: يجب أن يبلغ آخر أعمالها بعد الدخول فيها، ثمّ عزاه إلى مجاهد و المبرد و أبي علي الجبائي. 4و قال الرازي: إنّ الإتمام يراد به فعل الشيء كاملا و تامّا، فالمراد الإتيان به بما جاء في ذيل الآية من حكم الحصر. 5هذا هو المفهوم من الآية، و أمّا تفسير الآية بأفراد كلّ واحد منهما بإنشاء سفر مستقل، فممّا لا تدلّ عليه الآية.
نعم انّ العرب في عصر الجاهلية كانوا يفرّقون بين الحجّ و العمرة، فكانوا يأتون بالعمرة في غير أشهر الحج و بالحجّ في أشهره، و كانوا يفردون كلاّ عن الآخر، و كانت سيرتهم على ذلك إلى أن أدخل النبي صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم العمرة في الحجّ حتّى أمر من لبّى بالحج في أشهر الحجّ و أحرم له، أن يجعله عمرة ثمّ يتحلّل و يحرم للحج ثانيا، و قال صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم «دخلت العمرة في الحجّ إلى الأبد» كما سيوافيك تفسيره.