2215 - روى ابن حجر : أنّه مرّ عليّ علىٰ جمعٍ فأسرعوا إليه قياماً ، فقال : «من القوم؟» فقالوا : من شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال لهم خيراً ، ثمّ قال : «يا هؤلاء مالي لا أري فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبَّتنا؟» فأمسكوا حياءً ، فقال له من معه :
نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصّكم وحباكم ، لما أنبأتنا بصفة شيعتكم فقال : «شيعتنا هم العارفون باللّٰه ، العاملون بأمر اللّٰه» 1 .
16 - روى الصدوق (306 - 381ه ) : أنّ ابن عباس قال : سمعت رسول اللّٰه يقول :
«إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ اللّٰه تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثواب والزلفى والكرامة . . .» 2 .
17 - وروى أيضاً بسنده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه و آله قال :
«يا علي تختّم باليمين تكن من المقرّبين ، قال : يا رسول اللّٰه ومن المقرّبون؟ قال : جبرئيل وميكائيل ، قال : فبما أتختّم يا رسول اللّٰه؟ قال : بالعقيق الأحمر؛ فإنّه جبل أقرّ للّٰه بالوحدانيّة ، ولي بالنبوّة ، ولك يا عليّ بالوصيّة ، ولولدك بالإمامة ، ولمحبّيك بالجنّة ، ولشيعتك وشيعة ولدك بالفردوس» 3 .
وهذه النصوص المتضافرة الغنيّة عن ملاحظة أسنادها ، تعرب عن كون عليّ عليه السلام متميزاً بين أصحاب النبيّ بأنّ له شيعة وأتباعاً ، ولهم مواصفات وسمات كانوا مشهورين بها ، في حياة النبيّ وبعدها ، وكان صلى الله عليه و آله يشيد بهم ويبشّر بفوزهم ، وهم - بلا ريب - ليسوا بخارجين قيد أُنملة عن الخط النبوي المبارك للفكر الإسلامي العظيم ، والذي يؤكّد على حقيقة التشيّع ومبدئه الذي لا يفترق عن نشوء الدين واستقراره .