32قال: وشرى عليّ (رضى الله عنه) نفسه، لبس ثوب النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ، ثمّ نام مكانه. قال: وكان المشركون يرمون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فجاء أبو بكر، وعلىّ نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنّه نبيّ الله، قال: فقال: يا نبيّ الله، قال: فقال له عليّ (رضى الله عنه) : إنّ نبيّ الله (صلى الله عليه وسلم) قد انطلق نحو بئر ميمون، فأدركه.
قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: وجعل عليّ (رضى الله عنه) يُرمى بالحجارة كما كان نبيّ الله، وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه، حتّى أصبح، ثمّ كشف عن رأسه فقالوا: إنّك للئيم، كان صاحبك نرميه، فلا يتضوّر، وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له عليّ (رضى الله عنه) : أَخرج معك؟ قال: فقال له نبيّ الله: «لا» ، فبكى عليّ، فقال له:
«أمَا تَرْ ضَى أنْ تكونَ مِنِّي بِمنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إلاَّ أنّكَ لستَ بِنبيٍّ، إنَّهُ لاَ ينبغي أنْ أذهَبَ إلاّ وأنتَ خَلِيفَتي» . 1
قال: وقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
«أنت وَليِّي فِي كُلِّ مُؤمِنٍ بَعْدِي» . 2
قال: وسدّ أبواب المسجد، غير باب عليّ (رضى الله عنه) ، فقال: فيدخل المسجد جنباً، وهو طريقه، ليس له طريق غيره. قال، وقال:
«مَنْ كنْتُ مَولاهُ، فإنَّ مَولاهُ عليّ» . 3
قال: وأخبرنا الله - عز وجل - في القرآن أنّه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حَدَّثنا أنّه سخط عليهم بعد؟!
قال: وقال نبيّ الله (صلى الله عليه وسلم) لعمر (رضى الله عنه) حين قال: ائذن لي فلأضرب