7
مقدمة المركز
لم يخل تأريخ الفكر الإسلامي في أيّ مرحلة من مراحله من التذبذبات والتغييرات والتنوّع في التصوّر والنظريات، ولعلّ هذا الاختلاف في الآراء والتباين في النظريات هو الذي أفرز كل تلك المذاهب بما تحتويه من دوافع مختلفة وتشتمل عليه من مبادئ متغايرة، وفضّلت استخدام التعصّب بدلاً من إثبات آرائها وتثبيت نظرياتها ورجّحت تكفير المقابل واتهامه بالشرك بدلاً من الخوض معه في جدال علمي مستنير. بل وقد عمدت بعض تلك الفرق إلى التصفية الجسدية لبعض معارضيها، ولا شك في أنّ فرقة الخوارج كانت أوضح نموذج نقله لنا التأريخ الإسلامي في هذا المجال.
أمّا في التأريخ الحديث فليس هناك من فرقة ضالة تشبه في تصرفاتها الفرقة الوهابية من حيث امتلاكها للشذوذ الفكري والتطرّف في الأسلوب والمنهج سيّما وأنها تعتبر نفسها سائرة على خطى رجل نكرة يُدعى بابن تيمية الحراني (المتوفّى سنة 727ه.ق)، وابن تيمية هذا هو نفسه من تجرأ بالقول أنّ طلب الشفاعة من الأنبياء والأولياء وخاصة الرسول الأكرم(ص) يُعَدّ