6الثانية: إنّ العديد من هذه المنشورات بدون ناشر وبدون حقوق للطبع وتُهدى ولا تُباع، والهدف من ذلك هو تيسير رواجها بين المسلمين.
الثالثة: إنّ هذه المنشورات تركِزّ على فتاوى رموز الوهّابيّة المعاصرين، مثل: عبدالعزيز بن باز، وابن عثيمين، وابن بابطين، وابن فوزان، وغيرهم.
الرابعة: إنّ هذه المنشورات منها ما يختص بالبناء العقائدي وغسيل المخ ومنها ما يتعلّق بخصوم الوهّابيّة من المذاهب والتيّارات الأُخرى.
الخامسة: إنّ هذه المنشورات تتحدّث بلسان أهل السُنّة وتدّعي تمثيلهم..
ولمّا كانت الوهابية ذات جذور ضعيفة، وفي حاجة إلى الدعم الشرعي، فقد عملت على التلحّف بالسلف، وادعاء السير على نهجهم والالتزام بعقائدهم.
وحتّى تنطلي هذه الحيلة على المسلمين ولا يكتشفوا لعبة الوهّابيّة وتستّرهم بالسلف، وتصادم عقائدهم وأفكارهم معهم خاصّةً الأحناف والمالكية والشافعية منهم اتّجه الوهّابيّون إلى تزوير التاريخ وتضخيم الحنابلة والتلحّف بفكرة الإجماع.
ومن خلال هذا البحث سوف يتبيّن لنا أنّ منشورات الوهّابييّن إنّما هي تنطق بلسان بعض الحنابلة القدامى، ولا صلة لها بالسلف.
وسوف يرى القارئ أنّ فكرة تحريم التوسّل وزيارة القبور وشدّ الرّحال إليها، التي رفع شعارها الوهّابيّون واعتبروها من صور الشرك والضلال، لم يقل بها أحد من السلف.
والعقل الوهّابي إنّما هو عقل جامد متحجِّر أوغل في الروايات الضعيفة محل التنازع وتعصّب لها، وشغل المسلمين بتوافه الأمور وقشور الدين، وأهمل القضايا الكبرى التي يرتبط بها مصير الإسلام والمسلمين، وهذا وحده دليل كافٍ على مدى ما يشكّله هذا العقل من خطرٍ على الإسلام والمسلمين.
وما ينبغي الإشارة له هنا هو أنّ ثقافة الإرهاب التي سوف نستعرضها هنا من خلال منشورات الوهّابييّن لا تنحصر فقط في كتب الحنابلة القدامى والوهّابيّين