5
مقدمة
ظاهرة الحجّ من أعظم مظاهر الحياة الاجتماعية للمسلمين، يغبطهم عليها مَن سواهم، وهي ظاهرة وإن بدأتمن البُعد العبادي والعرفاني في علاقة الإنسان بربّه وخالقه، لكنّها لمتقف عند هذا الحدّ، بل راحت تواصل طريقها - بقوّة واستحكام - لتلج عمق الحياة السياسية والاجتماعيّة والثقافيّة والفكريّة للمسلمين، فتشكّل نتيجة ذلك ظاهرةً فاعلةً في الحياة الإسلامية.
من هنا، يجب على الباحثين والمفكّرين وعلماء الدين ورجال الإصلاح الاجتماعي في بلاد المسلمين أن يحلّلوا هذه الظاهرة دوماً ويدرسوها بعمق وعلمية، بغية توظيف هذه الفريضة الإلهية لما فيه الخير والأحسن والأصلح للمسلمين جميعاً.
وفي هذا السياق، جاءت مجلّة «ميقات الحجّ» لبنةً في هذا السبيل؛ ليُساهم فيها العلماء والمفكرون والكتّاب، فتتظافر أفكارهم وأقلامهم لرفد مسيرتها، وتكون منتدًى للحوار والتدارس، ومسرحاً للبحث والتحقيق، متعاليةً عن الطائفية البغيضة، والحقد الأعمى، معتمدةً المنطق العلمي الرصين في نشر دعوة الإسلام ورسالة الحجّ وشعار مكّة.
ولكي تستكمل «ميقات الحج» طريقها، تزفّ إلى قرائها سلسلة «كتاب مجلةميقاتالحج»، تجمع فيه ما تمحور من مقالاتها وبحوثها على شيءٍ واحد، ليكون مادةً هامّةً، ومصدراً مُيسّراًللمراجعين والقرّاء.
وعلى هذا الأساس، وببركات الحج والحرمين الشريفين، انطلقت الحلقة الأولى منها