24وروي: أنّهاتخذ بيتاً يتعبّد فيه، فأتاه النبي(ص)، فأخذ بعضادتي البيت وقال: يا عثمان، إنّ الله لم يبعثني بالرهبانية - مرّتين أو ثلاثاً -، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة. 1
وروي عنه - أيضاً - أنّه قال: يا رسول الله! إني رجل تشقّ عليّ العزبة في المغازي، أفتأذن لي في الخصاء؟ قال: لا، ولكن عليك بالصوم، فإنه مجْفَر (محصن) 2.
وروي عنه - أيضاً - : أنه همّ بطلاق زوجته، وأن يختصي ويحرم اللحم والطيب، فردّعليهالنبي(ص)، واُنزل في ذلك: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا إِذٰا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . 3
وروي أيضاً: أنه توفي ابن لعثمان بن مظعون، فاشتدّ حزنه عليه، حتّى اتخذ داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول الله، فأتاه، فقال له: يا عثمان، إنّ الله تبارك وتعالى لميكتب علينا الرهبانيّة، إنّما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله، يا عثمان بن مظعون! للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، فما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلاّ وجدت ابنك إلى جنبك آخذاً بحجزتك يشفع لك إلى ربك، قال: بلى... 4
شعره
ولم يكن عثمان من الشعراء المعروفين، لكنه كان قادراً على نظم الشعر، والذي وصل إلينا شيء منه.
وقد مرّت منه عدّة أبيات في فصل تعذيب قريش لعثمان وهجرته. فمن شعره حينما هاجر إلى أرض الحبشة، وبلغه أنّ أمية ابن خلف شتمه، فقال: