5
كلمة المعهد
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيّدنا محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين
من خصائص كتاب الله العزيز أنّه كتابٌ تربويٌّ يهدف إلى تربية الإنسان المتديّن تربيةً صالحةً، حيث يتضمّن أساليب مختلفة لتحقيق هذا الهدف، منها تذكيره بالأنبياء والمرسلين وأولياء الله الصالحين الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في تربية الناس على مرّ العصور.
فقد أكّد البارئ تبارك وتعالى على كرامة أنبيائه وأوليائه وتطرّق إلى بيان فضائلهم في الكثير من آيات كتابه العزيز، حيث خاطب نبيّنا الكريم (صلى الله عليه و آله) قائلاً: ( وَ اذْكُرْ فِي الْكِتٰابِ إِبْرٰاهِيمَ إِنَّهُ كٰانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا )، (سورة مريم: الآية 41). وكذلك أمره بذكر السيّدة مريم في [سورة مريم : الآية 16]، النبيّ موسى [سورة مريم : الآية 51]، النبيّ إدريس [سورة مريم : الآية 56 ]، النبيّ داود [سورة ص : الآية 17 ]، النبيّ أيّوب [ سورة ص : الآية 41 ]؛ وغير ذلك من آياتٍ. ونلاحظ أنّه تعالى قد بيّن الأسباب الكامنة وراء ضرورة ذكر أنبيائه وأوليائه الصالحين في بعض تلك الآيات، منها قوله: ( قَدْ كٰانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرٰاهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قٰالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّٰا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمّٰا