21 رخص دخل في رخصتهِ الرجال والنساء وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء، لقلة صبرهن وكثرة جزعهن 1 ثم عقد باب ما جاء في زيارة القبور للنساء وروى زيارة عائشة لأخيها عبد الرحمن.
الجواب على الاستدلال بهذه الأحاديث: أن هذا الاستدلال عجيبٌ وغريب لأنه مبني على مقدمات مزعومة خلافية غير مسلَّم بها في ظهور الحديث، فإن الحديث له وجوه متعددة من الدلالة ذُكرت عند علماء الفريقين أضعفها ما ذكروه وما استدلوا به.
فكيف يبنون عقيدة يكفرون بها طوائف المسلمين مبنية على مثل هذه الدلالة الاحتمالية والهلوسة في الاستظهار وعلى تخرصات ظنية ما أنزل الله بها من سلطان مع أن التكفير لايبنى على دليل ظني تام فضلاً عن غير التام، بل ولا على الدليل الظني القطعي، بل ولاعلى القطعي الضروري ما لم يكن ضرورياً تنفي معه الشبهة فكيف بهم يخرجون عن ميزان الملة في منهاج الاستدلال في الشريعة و قواعد الدين.
أزمة منهج الاستظهار عند السلفية
أولاً: إن مورد النهي والأمر بطمس التماثيل والصور كما في رواية النسائي (ولا صورة في بيتٍ إلا طمستها) ليس خاصاً بالأصنام والأوثان بل الظاهر عدم إرادة الأصنام والأوثان لأنه البعث الحاصل لأبي الهياج كان في خلافة علي عليه السلام ولم يكن بعثه إلى ديار المشركين، إذ لو كان البعث إلى ديار المشركين لكان أمر رسول الله (ص) بقتال المشركين أولاً حتى يقروا بالشهادتين، بينما لم يتضمن أمر النبي (ص) لعلي عليه السلام ذلك ولا أمر علي عليه السلام لأبي الهياج كذلك، وهذا مما يعزز أن الأمر بطمس التماثيل في البيوت هو لكراهتها ولحرمة صنع التماثيل والصور لذوات الأرواح والأمر بالطمس والنهي عن الصور والتماثيل بعيدان كل البعد عن بحث الشرك.
ثانياً: لو سلمنا أن النهي عن الصور والتماثيل بطمسها وارد في مورد الأصنام والأوثان