11
المبحث الأوّل: خصائص مسألة وجود الله تعالى
1- تناول القرآن الكريم موضوع التوحيد من جهة وحدانية الله وألوهيته وربوبيته وغيرها من مراتب التوحيد.
ولم يرد في القرآن دليل صريح على إثبات أصل وجود الله؛ لأنّ القرآن تعامل مع مسألة وجود الله كمسألة ثابتة ومفروغ عنها، وكأنّها مسألة بديهية لا يحتاج إثباتها إلى دليل أو برهان.
ولهذا قال تعالى: أَ فِي اللّٰهِ شَكٌّ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ [إبراهيم: 10]
تنبيه: المشكلة الأساسية التي واجهتها البشرية - على مرّ العصور - لم تكن في مسألة «أصل وجود الله»، وإنّما كانت في مسألة «وحدانية الله وربوبيته»، ولهذا:
أصبح «توحيد وجود الله» الأصل الأوّل من أصول الدين.
ولم يصبح «إثبات وجود الله» الأصل الأوّل من أصول الدين.
أهم طرق إثبات وجود الله:
أوّلاً- طريق الفطرة، وسنبيّن تفاصيل هذا الطريق في المبحث القادم.
ثانياً- طريق الاستدلال، أي: طريق إقامة الأدلة والبراهين العقلية، من قبيل: برهان الحدوث وبرهان الإمكان، وهي البراهين التي سنبيّنها بصورة مفصّلة في المباحث الآتية.
المبحث الثاني: إثبات وجود الله عن طريق الفطرة
الفطرة : الفطرة منبع كامن في باطن الإنسان يجذبه نحو المبدأ الأعلى.
وهذا المنبع هو الذي يرشد الإنسان إلى حقائق كامنة في أعماق ذاته ويدفعه نحو البحث عمّا يروي تعطّشه الروحي في الصعيد الديني والمعنوي.