79
إطلالة على نظرية المهدي الموعود ونصوص إمامة الإمام المهدي(عج)
في بادئ الأمر لا بد أن نعرّف أنّ مسألة الاعتقاد بظهور مصلح عالمي يقيم العدل بين البشرية، هي مسألة لا تختص بالشيعة الاماميّة أو الدين الإسلامي فحسب، بل كل الأديان السماوية والمدارس الفكرية البشرية تؤمن بهذا الأمر بشكلٍ عامٍّ. بل أكثر من ذلك، إذ يمكننا أن نلاحظ هذه النظرية والتصور للمصلح في حضارة الشعوب البدائية أيضاً وفي كل أرجاء المعمورة.
لذلك، ليس من المستبعد أن يقال بأنّ هذا الاعتقاد يشكّل جزءاً من الفطرة الانسانية، وينبع من توقه إلى الكمال.
أمّا من زاويةٍ إسلاميّةٍ، فإنّ الاعتقاد بظهور مصلح ومنجي للبش-رية من نسل الرسول(ص) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو من المعتقدات التي تشترك فيها جميع المذاهب الإسلامية على تنوّعها، حيث تعود جذوره إلى الآيات القرآنية المبشّرة بذلك و روايات متواترة عن النبيّ(ص)، وهو ما وُعد به المؤمنون ويأمله المستضعفون، ومصدر إلهام الأبطال وأهل الكفاح في الأمّة.
وممّا لا شك فيه أنّ هذا الاعتقاد له دور كبير وأساسي في ترسيخ الشعور